المدرسة اللغوية العراقية الثالثة
تعلم اللغة العربية على قواعد و قوانين السليقة العربية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

المدرسة اللغوية العراقية الثالثة
تعلم اللغة العربية على قواعد و قوانين السليقة العربية
المدرسة اللغوية العراقية الثالثة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أسلوب الشرط .

اذهب الى الأسفل

أسلوب الشرط . Empty أسلوب الشرط .

مُساهمة من طرف .. 2/12/2014, 19:58

أسلوب الشرط

هو الربط بين حدثين يتوقف ثانيهما على الأول .
نحو : إن تدرسْ تنجحْ في الامتحان .
جملة الشرط تتكون من جملتين ، تسمى الأولى: جملة فعل الشرط .
وتسمى الثانية :جملة جواب الشرط .
أدوات الشرط الجازمة : إن ، إذما ، من ، ما ، مهما ، متى ، أيان ، أنى ، أين ، حيثما ، كيفما ، أي .
ـ حرفا الشرط : إنْ ، وإذما .
قوله تعالى : { إن تمسسْكم حسنة تسؤْهم }.
ونحو : إذما تجتهدْ تنلْ جائزة .
إنْ : حرف شرط جازم ، يفيد تعليق الشرط بالجواب فقط
ولحرف الشرط " إن " استعمالات كثيرة :
1 ـ غير أنه قد يأتي بعدها اسم ، نحو : إنْ محمدٌ تأخر فعاقبه
إن : حرف شرط جازم مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
محمد : فاعل لفعل محذوف يفسره الفعل المتأخر والتقدير : إن تأخر محمد فعاقبه
وقوله تعالى : { وإن أحد من المشركين استجارك }.
إمَّا : أصلها إنْ الشرطية مدغمة مع ما الزائدة نحو :
إمَّا يفز محمد فأعطه جائزة .
وقوله تعالى : { إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف } .
إلا : أصلها " إن " الشرطية مدغمة في " لا " النافية نحو :
إلا تحضر الامتحان ترسب .
ومنه قوله تعالى : { إلا تنصروه فقد نصره الله } .
إذما : حرف شرط جازم
نحو : إذ ما تكتمِ الأسرارَ يتقْ الناس بك
ـ أسماء الشرط :
من :
اسم شرط للعاقل ، تربط بين فعل الشرط ، وجوابه بذات واحدة عاقلة . نحو : من يحفظ القصيدة ينل درجة .
وقوله تعالى : { فمن يعملْ مثقال ذرة خيرا يره }.
وقوله تعالى : { ومن يتقِ الله يجعلْ له مخرجا } .
ما :
اسم شرط لغير العاقل ، لكونه يربط بين جملتي الشرط بذات واحدة غير عاقلة . نحو : ما تفعلْ من شيء يعلمْه اللهُ .
وقوله تعالى : { وما تفعلوا من خير يوفَّ إليكم }.
مهما :
اسم شرط مبهم يربط بين فعل الشرط وجوابه بذات واحدة مبهمة ، وإبهامه يجعله لغير العاقل .نحو : مهما تبذلوا في العمل من جهد فلن تنجزوه اليوم .
وقوله تعالى :{ وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين }.
وقول زهير بن أبي سلمى :
ومهما تكنْ عند امريء من خليقة - وإن خالها تخفى على الناس تعلم
متى :
اسم شرط جازم يفيد الزمان ، فهي تربط الجواب ، والشرط بزمن واحد . نحو : متى تخلصْ في عملك تنلْ رضى الله .
ومنه :
أنا ابن جَلاَ وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني
5 ـ أيان :
اسم شرط للزمان المستقبل .
نحو : أيان تطعِ اللهَ يساعدْك .
6 ـ أنّى :
اسم شرط يفيد المكان ، يربط الشرط والجواب بمكان واحد .
نحو : أنّى تدعُ اللهَ تجدْه سميعا ، ونحو : أنى تأته تأت رجلا كريما .
7 ـ أين :
اسم شرط للمكان : أين تسقطِ الأمطارُ تخضر المراعي .
ويكثر اقتران " أين " بـ " ما " الزائدة بحيث تصبح معها كالكلمة الواحدة .
نحو قوله تعالى : { أينما تكونوا يدركّم الموت } .
8 ـ حيثما :
اسم شرط للمكان . نحو : حيثما تستقمْ يقدرْ لك اللهُ نجاحا .
وحيثما تذهبْ تجدْ أصدقاء .
ويشترط في " حيث " لعمل الجزم أن تتصل بـ " ما " الزائدة ، وبدون " ما " تكون " حيث " ظرفا مكانيا غير جازم .
كيفما :
اسم شرط يدل على الحال ، ويشترط في عملها أن تقترن بـ " ما " الزائدة ، كما هو الحال في " حيثما " ، و " إذما "
أي :
اسم شرط معرب مضافة لما بعدها من الأسماء المفردة .
نحو : أيُّ مال تدخرْه في صغرك ينفعْك في الكبر .
ومنه قوله تعالى : { أيًا ما تدعو فله الأسماء الحسنى } .
وتضاف إلى غير العاقل . نحو : أي كتاب تقرأْه ينمِ ثقافتك .
وتضاف إلى المصدر ، فتعرب مفعولا مطلقا .
نحو : أي ادخار تدخره يدعم مستقبلك .
وتضاف إلى الزمان ، أو المكان ، فتعرب مفعولا فيه .
نحو : أي ساعة تحضر تجدني في انتظارك .
ونحو : أي بلد تسافر تجد أصدقاء .
اقتران جواب الشرط بالفاء
1 ـ قد يأتي فعل الشرط مضارعا ، وجوابه مضارعا .
نحو : من يدرس ينجح . ومنه قوله تعالى : { من يعمل سوءا يجز به } .
2 ـ وقد يأتي فعل الشرط مضارعا وفعله ماضيا .
نحو قوله تعالى : { لو نشأ لجعلناه حطاما }.
3 ـ قد يأتي فعل الشرط ماضيا وجوابه ماضيا .
ومنه قوله تعالى : { إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم }.
وقوله تعالى : { إن شاء جعل لكم خيرا } .
4 ـ وقد يأتي فعل الشرط ماضيا وجوابه مضارعا .
نحو : حيثما أقمت تجد أصدقاء .
ومنه قوله تعالى : { من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه } .
وقوله تعالى : { من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم }.
أن جواب الشرط قد جاء أفعالا ، إما مضارعة ، وإما ماضية ، وأن هذه الأفعال تصلح دائما أن تكون جوابا للشرط ، للأسباب الآتية :
لم تكن أفعالا منفية بما ، أو لن .
لم تكن أفعالا مسبوقة ببعض الحروف التي تخرجها عن مجال عملها الصحيح ، كالسين ، وسوف ، ولن .
5 ـ لم تكن جملا اسمية .
اقتران جواب الشرط بالفاء ، بعد أن عرفنا متي يكون جواب الشرط صالحا للشرط ، ومتى لا يكون صالحا له . وعندما لا يكون جواب الشرط صالحا لأن يكون جوابا للشرط ، وتدخل عليه الأداة وتجزمه يجب اقترانه بالفاء ما عدا الأفعال الماضية التي لم يرد ذكرها في القائمة السابقة ، وحينئذ تكون جملة جواب الشرط بما فيها الفاء في محل جزم بأداة الشرط الجازمة ، والفاء حرف يدل على السببية ، ووظيفتها الربط بين الشرط وجوابه .
وإليك بعض الأمثلة على اقتران جواب الشرط بالفاء : ــ
1 ـ يجب اقتران جواب الشرط بالفاء إذا كان جواب الشرط جملة اسمية .
نحو : إن تدرس فالنجاح حليفك .
وقوله تعالى : { من جاء بالحسنة فله خير منها } .
2 ـ إذا كان الجواب جملة فعلية فعلها جامد : نعم ، وبئس ، وعسى ، وليس . نحو : قوله تعالى : { فإن أكرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا } .
وقوله تعالى : { ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء } .
3 ــ إذا كان الجواب جملة فعلية طلبية ، أمرا ، أو نهيا ، أو استفهاما .
نحو : متى تقرأ القرآن فاقرأه بتدبر .
ونحو : إن ترد الأجر فلا تهمل العمل .
وقوله تعالى : { فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول }
ومثال النهي : من يتوانى عن فعل الخير فلا تنتظر له نجاحا .
ومنه قوله تعالى : { قال إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني } .
ومثال الاستفهام : متى تسافر فهل تأخذ معك متاعا .
ومنه قوله تعالى : { وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده }
4 ـ إذا كان جواب الشرط جملة فعلية فعلها منفي بـ " ما ، أو لن ، أو لا " .
نحو : من يرد أن يتعرف على الدين فما يعوزه الدليل .
ومنه قوله تعالى : { إن توليتم فما سألتكم من أجر } .
ونحو : من يعتذر فلن نقبل عذره .
ومنه قوله تعالى : { ومن يضلل فلن تجد له أولياء من دونه }.
وقوله تعالى : { إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم }.
وقوله تعالى : { فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره }
5 ـ إذا كان الجواب جملة فعلية مسبوقة بـ " قد ، أو السين ، أو سوف " .
نحو : من يتفوق فقد يفوز بالجائزة .
{ من يطع الرسول فقد أطاع الله }.
ومثال السين : من يفعل الخير فسيجده عن الله .
ومنه قوله تعالى : { ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما } ..
ومثال سوف : متى تفز فسوف تنال جائزة .
: { وإن خفتم عليه فسوف يغنيكم الله من فضله }..
فوائد وتنبيهات
1 ـ يجب أن تكون جملة فعل الشرط جملة فعلية ، ولا يصح أن تكون غير ذلك .
نحو : من يفعلْ ... ، إن تدرسْ ... ، ما تعملْ ... ، متى تسافرْ ... أين تقمْ .
أما جملة جواب الشرط فالصحيح أن تكون فعلية ، ولكنها قد تأتي جملة اسمية ، وعندئذ لا تصلح أن تكون جوابا للشرط واقعا عليها عمل الأداة ، بل تكون الجملة والفاء المقترنة بها في محل جزم جواب الشرط ،
2 ـ إذا جاء فعل الشرط ، أو جوابه ماضيا فإن عمل أداة الشرط لا يقع عليه مباشرة كما هو الحال في جواب الشرط الجملة الاسمية ، ولكن عمل الأداة فيه يكون تقديريا . أي : تكون جملة جواب الشرط في محل جزم .
3 ـ إذا جاء بعد جواب الشرط المجزوم فعل مضارع مقرون بالفاء ، أو مسبوق بالواو ، جاز فيه الجزم عطفا على الجواب ، وجاز فيه الرفع على الاستئناف ، كما جاز فيه النصب على إضمار " أنْ " المصدرية الناصبة .
نحو : إن تدرس جيدا تنجح في الامتحان فيفرح بك والداك .
فيجوز في " فيفرح " الأوجه الثلاثة .
ومنه قوله تعالى : { وإن تبدو ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء } .
ومثال العطف بالواو : متى تحضر نكرمك وتقم عندنا يوما أو بعض يوم .
ويقال هذا في الفعل المضارع المتوسط بين الشرط وجوابه ، واتصلت به الفاء ، أو الواو . نحو : من يجتهد فيسر به والداه ينجح . أو : من يجتهد ويسر به والداه ينجح . فيجوز في الفعل " فيسر " الجزم عطفا على فعل الشرط ، أو النصب بأن المصدرية المضمرة وجوبا بعد فاء السببية ، أو الرفع على الاستئناف .
ـ يجوز أن تحل " إذا " الفجائية محل " فاء " السببية في الربط بين جملتي فعل الشرط وجوابه ، ولا يتأتى ذلك إلا بالشروط الآتية :
أ ـ أن يكون جواب الشرط جملة اسمية .
ب ـ ألا تكون الجملة الاسمية منفية ، أو مؤكدة بـ " أنَّ " المشبهة بالفعل .
ومثال حلول " إذا " الفجائية محل الفاء قوله تعالى : { فلما نجاهم إذا هم يبغون }
ومنه قوله تعالى : { وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون }.
فجواب الشرط في الشواهد السابقة عبارة عن جملة اسمية غير منفية ، ولم تسبقها أنَّ المشبهة بالفعل لذلك جاز أن تحل " إذا " الفجائية محل " الفاء " .
ـ لقد ذكر كثير من النحاة أن " كيف " أداة شرط جازمة بشرط اقترانها بـ " ما " الزائدة .
وقد ذكرها البعض بأنها شرطية غير جازمة ، ويأتي الفعل بعدها مرفوعا شرطا وجوابا إذا كان مضارعا ، ولكن أكثر كتب النحو القديمة لم تذكر أن " كيف " سواء اتصل بها" ما " أم لم تتصل أنها من أدوات الشرط مطلقا جازمة ، أو غير جازمة .
والكوفيون يجيزون جزم الشرط والجواب بكيف وكيفما قياسا ، ولا يجيزه البصريون إلا شذوذا .
ويقول سيبويه وكثير : " يجازي بها معنى لا عملا ، ويجب أن يكون فعليها متفقّي اللفظ والمعنى .
نحو : كيف تصنع أصنع . ولا يجوز كيف تجلس أذهب . باتفاق .
ويستطرد سيبويه فيقول : سألت الخليل عن قوله : كيف تصنع أصنع ـ بجزم الفعلين ـ فقال : هي مستكرهة وليست من حروف الجزاء ، مخرجها مخرج المجازاة يعني في نحو قولهم : كيف تكون أكون لأن فيها معنى العموم الذي يعتبر في كلمات الشرط


أدوات الشرط غير الجازمة
لو :
حرف شرط يربط بين جملتي الشرط ، والجواب ، ويفيد امتناع لامتناع . أي : امتناع الجواب لامتناع الشرط نحو :
لو درست جيدا لنجحت في الامتحان . ولو بكرت في الحضور ما عاقبناك .
و قوله تعالى : { لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا }
وقوله تعالى : { لو شاء الله ما أشركنا } .
لولا رجاء الظالمين لما أبقت نواهم لنا روحا ولا جسدا
وتأتي " لو " الشرطية بمعنى " إن " الشرطية ، ولكنها غير جازمة ، فيليها فعل مضارع دال على الاستقبال .
كقوله تعالى : { وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية }.
وقوله تعالى : { وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين }.
حو : قوله تعالى : { لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي } .
وفي مجيء الاسم بعد لو خلاف ، لأن بعض النحويين يقول لا يلي " لو " الشرطية إلا فعل ظاهر ، ومجيء الفعل مضمرا بعدها ضرورة شعرية كما في البيت السابق .
ــ وقد تأتي " أن " المشبهة بالفعل بعد " لو " وللنحاة في إعرابها وجوه .
أعربها سيبويه : في محل رفع مبتدأ حذف خبره .
وقوله تعالى : { ولو أنهم صبروا } .
وقوله تعالى : { ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام } .
لولا :
حرف شرط يفيد امتناع الجواب لوجود الشرط .
أي : امتناع لوجود ، ويليها دائما اسم مرفوع يعرب مبتدأ ، وخبره محذوف وجوبا نحو :
لولا الله لوقع حادث أليم ، و: لولا والدك ما حضرت .
وقوله تعالى : { فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين }.
لوما:
ـ حرف شرط يفيد امتناع الجواب لوجود الشرط .
أي : امتناع لوجود .
نحو : لوما الكتابة لضاع معظم العلوم . ونحو :
لوما الشوق لم أكتب إليك .
إذا :
أداة شرط لما يستقبل من الزمان ، تفيد الربط بين جملة الشرط ، وجوابه ، ولا يليها إلا الفعل ظاهرا ، أو مقدرا .
إذا حضر الماء بطل التيمم .
وقوله تعالى : { إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد أنك لرسول }.



أمَّا :
أداة شرط ، تفيد تفصيل الجمل وتوكيدها ، وتطلب جوابا لنيابتها عن أداة الشرط " مهما " وفعلها ، وتلزم الفاء جوابها ، ولا يليها إلا الاسم سواء أكان مبتدأ ، نحو : أما عليٌّ فمجتد ، وأما أحمدُ فمؤدب .
وقوله تعالى : { وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين } .
ــ أو خبرا نحو : أمَّا حاضر فمحمد .
ــ أو مفعولا به تقدم على فعله . نحو : أما المجتهد فيكافأ ، وأما ألمهمل فيعاقب .
ومنه قوله تعالى : { فأما اليتيم فلا تقهر ، وأما السائل فلا تنهر }
ــ أو جارا ومجرورا . نحو : أما لفعل الخير فنعم ، وأما لغيره فلا أفعل .
ومنه قوله تعالى : { وأما بنعمة ربك فحدث } .
* لمَّا :
أداة شرط تفيد التعليق ، وتختص بالدخول على الأفعال الماضية
نحو : لما حضرت والدي الوفاة أوصاني بتقوى الله .
وقوله تعالى : { فلما أخذتهم الرجفة قال ربِّ لو شئت أهلكتهم }
كلما :
أداة شرط الظرف الزماني في محل نصب ، تفيد التكرار ، ولا يليها إلا الماضي شرطا وجوابا ، والعامل فيها جوابها .
نحو : كلما سألني المعلم أجبته على سؤاله .
ومنه قوله تعالى : { كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها }.
وقوله تعالى : { كلما خبت زدناهم سعيرا } .
وجوب حذف جواب الشرط :
يجب حذف جواب الشرط في المواضع التالية : ـ
1 ـ إذا كان جواب الشرط ماضيا واكتنفه ما يدل على الجواب المحذوف .
نحو : أنت ـ إن كتبت الدرس ـ مجتهد .
التقدير : إن كتبت الدرس فأنت مجتهد .
فوجب حذف جواب الشرط لدلالة الضمير المنفصل " أنت " عليه ، ولكونه جاء سابقا لفعل الشرط الدال على الزمن الماضي

اقتران جواب الشرط بالفاء
1 ـ قد يأتي فعل الشرط مضارعا ، وجوابه مضارعا .
نحو : من يدرس ينجح .
ومنه قوله تعالى : { ومن يغلل يأت بما غل } .
وقوله تعالى : { فأينما تولوا فثم وجه الله } .
3 ـ قد يأتي فعل الشرط ماضيا وجوابه ماضيا .
ومنه قوله تعالى : { إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم }.
وقوله تعالى : { إن شاء جعل لكم خيرا } .
4 ـ وقد يأتي فعل الشرط ماضيا وجوابه مضارعا .
نحو : حيثما أقمت تجد أصدقاء .
ومنه قوله تعالى : { من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه }.
أن جواب الشرط قد جاء أفعالا ، إما مضارعة ، وإما ماضية ، وأن هذه الأفعال تصلح دائما أن تكون جوابا للشرط ، للأسباب الآتية : ـ
11 ـ يجب اقتران جواب الشرط بالفاء إذا كان جواب الشرط جملة اسمية .
نحو : إن تدرس فالنجاح حليفك .
ومنه قوله تعالى : { من يهد الله فهو المهتدي } .
وقوله تعالى : { من جاء بالحسنة فله خير منها } .
وقوله تعالى : { وما أتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون } .

2 ـ إذا كان الجواب جملة فعلية فعلها جامد ، والفعل الجامد هو ما كان دائما على صورة الماضي ، فلا يؤخذ منه مضارع ، ولا أمر ، ومنه : نعم ، وبئس ، وعسى ، وليس . نحو : إن تحضر فنعم بحضورك .
ومنه قوله تعالى : { إن تبدوا الصدقات فنعما هي }.
وقوله تعالى : { فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين }
وقوله تعالى : { فإن أكرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا }. .

أدوات الشرط غير الجازمة
أمَّا- لَوْ- إذَا- كلَمَا- لَولاَ- لومَا
الأمثلة:
أ {فأما اليتيم فلا تقهر}
{وأما بنعمة ربك فحدث}
ولم أرَ كالمعروفِ، أمَّا مذاقُهُ فحلْوٌ، وأمَّا وجهُه فجميلُ

ب {ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير}
{ولو شاء ربك ما فعلوه}
ج إذا أقبلَتِ الدنيا على المرءِ أعارتْهُ محاسنَ غيرِه، وإذا أدبرَتْ عنْهُ سلبتْهُ محاسنَ نفسِهِ.
إذَا العقلُ تمَّ نقصَ الكلامُ.
د
{كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله}
{كلما نضجت جلودهم بدلنهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب}
هـ
لَوْلا التاريخُ لذهبَ كثير من أخبارِ الأقدمين.
لولا رحمةُ اللهِ لهلكَ الناسُ.
لولا الأستاذُ ما فهمتُ الدرسَ.
لَوْمَا الكتابةُ لضاعَ معظمُ العلمِ
لَوْمَا المشقةُ لسادَ الناسُ.
لَوْمَا الشوقُ لم أكتبْ إليكَ.
الإيضاح:
أدوات الشرط في الأمثلة السابقة غير جازمة،
(أمَا) :
يفيد التفصيل، أي تفصيل كلام مجمل وبيان أقسامه ، وتلاحظ ا أن (أمّا) تحمل معنى الشرط وهى تطلب جواباً لنيابتها عن أداة الشرط (مهما) وفعله.
ولا يلي " أمَّا " فعل وإنما يليها الاسم سواء كان مبتدأ نحو: أمّا مذاقه، وأمَّا وجهه، أو مفعولاً به نحو: أمَّا اليتيم، أو جاراً ومجرورا نحو: وأمَّا بنعمة ربك.
(لو) : حرف امتناع لامتناع، معنى ذلك أن الجواب امتنع لامتناع الشرط. فقوله: {ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير} معناه: أن الاستكثار من الخير والأعمال الصالحة امتنع لامتناع علمه بالغيب.
أعد نظراً في المثالين السابقين تجد جواب لو في المثال الأول وهو (استكثرت) جاء مقترنا باللام وذلك لأن الفعل ماض مثبت. وفى المثال الثاني هو (ما فعلوه) جاء مجرداً من اللام وذلك لأن الفعل ماض منفي.
(إذا) وهى ظرف لما يستقبل من الزمان وتكون مضافة لجمل بإضافة
(كلما) : تفيد التكرار والاستمرار وهى منصوبة على الظرفية الزمانية ، ولا يلي (كلما) إلا الفعل الماضي .
لولا ولوما : يفيدان الشرط وهما حرفا امتناع لوجود. ومعنى ذلك أن جوابهما امتنع لوجود الشرط.
فإذا قلت: لولا التاريخ لذهب كثير من أخبار الأقدمين ، فمعنى هذه العبارة أنه امتنع ذهاب كثير من أخبار الأقدمين لوجود التاريخ. وإذا قلت لوما الكتابة لضاع معظم العلم فمعنى هذه العبارة: إن ضياع العلم امتنع لوجود الكتابة.
ولولا ولوما مختصان بالأسماء ويليهما دائما اسم مرفوع يقع مبتدأ وخبره محذوف وجوباً. أما جوابهما فمثل جواب لو يقرن باللام إذا كان ماضياً مثبتا ويتجرد منها إذا كان ماضياً منفياً .
القاعدة:
أدوات الشرط التي لا تجزم هي:
1- أما: وهى حرف يحمل معنى الشرط ويفيد التفصيل غالباً. وهى تطلب جواباً لنيابتها عن أداة الشرط (مهما) وفعله. وتلزم الفاء جوابها، ولا يليها إلاّ الاسم سواء كان مبتدأ أو مفعولاً به أو جاراً ومجروراً.
2- لو: وهي حرف يفيد امتناع الجواب لامتناع الشرط. وجوابها إذا كان ماضياً مثبتاً اقترن باللام وإذا كان منفيا تجرد منها.
3- إذا: ظرف لما يستقبل من الزمان، ولا يليها إلاّ الفعل ظاهراً أو مقدراً.
4- كلما: ظرف يفيد التكرار وهى منصوبة على الظرفية الزمانية بجوابها، ولا يليها
إلا الفعل الماضي.
5، 6- لولا ولوما: وهما حرفان يفيدان امتناع الجواب لوجود الشرط. ويليهما دائماً اسم مرفوع يعرب مبتدأ وخبره محذوف وجوباً. أما جوابهما فمثل جواب لو يقترن باللام إذا كان ماضياً مثبتاً ويتجرد منها إذا كان منفيا.
وجميع هذه الأدوات لا تجزم وإنما تفيد ارتباط شيء بشيء آخر فقط.
تمرينات
- 1 -
بيِّن في العبارات الآتية أدوات الشرط الجازمة وغير الجازمة، وفعل الشرْط وجوا به:
1- {ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون}
2- {أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر}
3- {ولو لا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض}
4- فإن تدن مني تدن منك مودة.
5- " إذا أحب الله عبداً حبّبه إلى الناس ".
6- " لو سبق القدر شيء لسبقته العين ".
7- " لو جمعت الخيل في صعيد واحد ما سبقها إلاّ أشقر ".
8- {كلما دخلت أمة لعنت أختها }
9- {كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيذوا فيها}
10- {وإن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولون سحاب مركوم}
11- {ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون}
12- {إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا}
لم يفخر المولى على عبده
لو عرف المرء مقداره
13-
طوال الرماح لا ضعاف ولا عزل
إذا فزعوا طاروا إلى مستغيثهم
15- إن تدن منّي شبرا أدن منك ذراعاً.
فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا

إذا المرء لم يرزق خلاصاً من الأذى
16-
أدنى إلى شرف من الإنسان
لولا العقول لكان أدنى ضيغم
17-
تعبت في مرادها الأجسام
وإذا كانت النفوس كبارا
19- اللهم لولا أنت ما اهتدينا
ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلَنْ سكينة علينا
وثبِّت الأقدام إن لاقينا
20- أيان تحسن سريرتك تحمد سيرتك.
21- قال ابن سهل الأندلسي:
فكان وردي السرابا
ظمئت منك لوعد
سُؤلي لديك فخابا
لا خاب سُؤلُك أما
22- قال عليه السلام: " آية المنافق ثلاث: إذا حدًث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان"

خطب عليَ بن أبي طالب في المسلمين يستنفرهم لقتال معاوية فقال:
أمَا بعد، فإن لي عليكم حقاً، وإن لكم علي حقاً: فأما حقكم علي فالنصيحة لكم وتوفير فيئكم عليكم، وتعليمكم كي لا تجهلوا، وتأديبكم كيما تعلموا، وأما حقي عليكم فالوفاء بالبيعة، والنصيحة لي في المشهد والمغيب، والإجابة حين أدعوكم والطاعة حين آمركم ".
قال معاوية لابنه يزيد: يا بني إني قد خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان إذا مضى لحاجته وتوضأ، أصب الماء على يديه. فنظر إلى قميص قد انحرف من عاتقي، فقال لي:" يا معاوية. ألا أكسوك قميصا؟ قلت: بلى. فكساني قميصاً لم ألبسه إلا لبسة واحدة: وهو عندي "
استخرج من النصين السابقين ما يأتي:
1- أداتي شرط ثم بيِّن فعل كل منهما وجوابه.
2- مضارعا مجزوماً ثم بيِّن علامة جزمه.
3- حرفاً ناسخاً خبره شبه جملة.
4- فعلاً من الأفعال الخمسة منصوباً وبيَن فاعله.
- 4 -


أسلوب الشرط
تحديد المصطلح «جملة أم أسلوب؟»
قد يكون تحديد عنوان البحث أحد الأسباب التي دفعتني إلى الكتابة فيه، فما زلنا نختلف على تسميته: هل هو أسلوب الشرط، أم جملة الشرط؟ وقد يكون الأسلوب هو الأكثر صحّـةً، أو الأكثر استعمالاً لأن الكثيرين لا يزالون يتبعون تقسيم الجملة إلى قسمين: اسمية وفعلية، ويرفضون أن يكون هناك جملتان أخريان، الظرفية، والشرطية، وقد يكون كثرة الأحكام والآراء هي السبب الثاني، وقد يكون الخلاف بين العلماء في جوانب متعددة من البحث هو السبب الثالث، وما إن بدأتُ الكتابة حتى وجدت أنَّ هذه الأسباب جميعاً وغيرها هي ما دفعني إلى الكتابة في الشرط أسلوباً وجملةً، وحاولت بدايةً أنْ أصل إلى تسمية البحث، فكان عندي رأيان أجدُهما صحيحَيْن، ولا فرق بينهما، وإن كان الأسلوب سيغلب لأنَّ فيه جملتين فعل الشرط وجوابه.
أقول: في توزيع الجمل الجملة الشرطية، وإليك الدليل:
جاء في مغني اللبيب لابن هشام الجمل: اسمية وفعلية وظرفية، وعرَّف الظرفية بأنها المصدرة بظرف أو جار ومجرور، وأضاف، وزاد الزمخشري وغيره الجملة الشرطية، والصواب أنها من قبيل الفعلية، ثم يقول ومرادنا بصدر الجملة المسند أو المسند إليه فلا عبرة بما تقدَّم عليهما من الحروف؟ فكيف أعدّ الجملة ظرفية مادام لا اعتبار للظرف والحرف ففي قولنا: أعندك زيد، أليست اسمية؟ إذا لم نعتبر الهمزة على رأي ابن هشام نفسه؟ فتعليق شبه الجملة فيما يتمّم معناها هو الذي يحدد الجملة فعليةً أو اسمية، فأستطيع أن ألغي الجملة الظرفية ولا ألغي ـ بالمقابل ـ الجملة الشرطية، تقول:
إنْ تـدرسْ تنجـحْ
فهذه جملة شرطية لأنها تبدأ بحرف شرط، وفيها فعلان ؛ الأول فعل الشرط، والثاني جوابه، فإذا قلت: أنْتَ إِنْ تدرسْ تنجحْ بجزم الفعل (تنجحْ) فماذا سيكون إعراب الجملة كاملة، أي أين خبر (أنت) الفعل الناسخ؟ أليس جملة الشرط كلَّها؟ بلى.
وتقول: أكرمـُك إن زُرتَنـي
فجواب الشرط محذوف دلّ عليه ما قبله، فماذا تعرب جملة (إن زرتني)؟! ويتصل بها قولك:
سأعمل وإنْ لم أكنْ قادراً
أليست جملة (وإن لم أكن قادراً) حالية؟ فممّ تتألف؟ إنها تتألف من أداة الشرط، وجوابها محذوف لدلالة ما قبله عليه، وهذا ليس من الجمل التي نصنعها، بل هي في الشعر المحتج به، قال عدي بن زيد:

وعـدِّ سواهُ القـولَ واعلمْ بأنَّـه متى لا يَبِنْ في اليوم يصرِمْك في الغد
أليست جملة (متى لا يبنَ) مع جوابها في محل رفع خبر أنَّ؟ فممّ تتألف؟ هل اعتبرها ظرفية، أم اسمية أم فعلية؟ فإذا قال أحدنا نعتبرها ظرفية لأنها تبدأ بالظرف (متى)، ولكن متى اسم شرط يدل على الظرفية، وماذا تقول في قول حاتم الطائي:
فنفسَك أكرمْهـا فإنك إنْ تَهُـن
عليك فلن تُلفي لك الدهرَ مكرما
أليست جملة (إن تهن) شرطية وهي خبر (إنَّ).
إن هذه الشواهد ـ وغيرها كثير ـ يدلل على أنَّ هناك جملة شرطية، وليس القصد من هذا أَنْ نثبت هذا بل لتوضيح المصطلح، ولإعراب هذه الجملة، التي يمكن الاستغناء عنها، واستبدالها بكلمة أسلوب وهي تغني عن هذا، فالأسلوب هو الفنّ كما جاء في تاج العروس، وسيكون الأسلوب هو المعتمد، لأنه الأكثر تعبيراً.
إن كثرة الأحكام في أسلوب الشرط واختلاف العلماء فيها جعلت الطالب يظنّ أنّ هذا الأسلوب من الأساليب الصعبة، وأنه بحث فيه من التعقيد ما يجعله غيرَ قادر على فهمه واستيعابه، ومن ثمة إعرابه بدءاً من حفظه أدوات الشرط بنوعيها الجازمة وغير الجازمة، ثم الفاء الرابطة لجواب الشرط، متى تقترن وجوباً ومتى لا تقترن، ثم محل جواب الشرط من الإعراب، ثم اجتماع الشرط والقسم، وغيرها من الأحكام، علماً بأنّ تحديدها سهلٌ، يعتمد الدلائل الحسّية التي تعين على فهم البحث وإعرابه، يضاف إلى هذا كلّه أنّ مفردات البحث توزعت في كتب الأقدمين في أماكن متفرقة تباعدت أحياناً، فكان ضمّ بعضها إلى بعض واحداً من تسهيل البحث وتقديمه واضحاً، فكان أن جمعت مفرداته من كتب الأقدمين ورتبتها ترتيباً معيناً يعين على تسهيله وتقديمه على هذه الصورة المبوبة.
لم يكن هدف البحث ضمّ مفرداته، ثم تقديمها مبوبة فحسب، فهذا لا يقدم جديداً للبحث، بل إنّ القصد أن يُقدَّم بطريقة نقدية، فثمة أشياء غابت عن كتب القدماء، ربما لأنها معروفة، فأهملوها، وثمة أمورٌلم يتوسعوا فيها فكانت مثار جدل بين المحدثين فلم يستطيعوا ـ بدورهم ـ أن يحلّوا مشكلاتها فظللنا في حيرة من الأمر، فنقصتنا الجرأة في الحكم على ما جاء به القدماء، ومثل هذا ما فعله المحدثون، أنهم ردّدوا عبارات القدماء بلا مناقشة، أو ترجيح قول على قول، وهذا ما لا يجوز فعلينا أن نعيد قراءة نحونا قراءة جديدة معاصرة، قراءة نقدية علمية، لا ننقص منه ولكن نتمم، ولا ننقض لمجرد النقض، بل النقد، والحكم العلمي الصحيح، من هنا كان تجاوز العلماء القدماء إلى آراء المحدثين، للنظر في ما وصلوا إليه، فتكون القراءة معاصرة لواحد من أكثر الأساليب تشعباً وأحكاماً...وحاولت أن أناقش كل مسألة من المسائل التي وجدت أنها بحاجة إلى مناقشة، ووصلت إلى بعض النتائج من خلال الشواهد والأمثلة
وقد عمدت إلى توزيع البحث في عناوين يتصل بعضها ببعض اتصالاً فيه ربطٌ بين الفقرات، فكان البحث على نحو ما يلي:
أولاً: الأدوات:
آ ـ تـوزيعهـا:
عَرَضَ كلُّ من كتب عن أسلوب الشرط إلى الأدوات، قسمها معظمهم إلى أسماء، وحروف وظروف لاشتمال هذا المعنى على جميعها، في حين عدّدها كثيرون مع شواهد عليها تكررت عند معظمهم وقد قسمها ابن مالك خمسة أضرب:
اسـم: من - ما - مهما.
اسم يشبه الظرف: أنَّى - كيف.
ظرف زمان: إذا - متى - أيان.
ظرف مكان: حيثما - أين.
ما يستعمل اسماً وظرفاً: أيّ.
والأسماء إنما تتضمن معنى «إن» فتجري مجراه في التعليق، والعمل.
أما ابن هشام فقد قسمها تقسيماً آخر:
حرف باتفاق وهو (إنْ)
حرف على الأصحّ وهو (إذ ما)
اسم باتفاق وهو (من) و (ما) و (متى) و (أيّ) و(أين) و (أيان) و(أنى) و (حيثما).
اسم على الأصحّ وهو (مهما).
ولم يذكر بينها «كيف».
أما ابن مالك فعدّد «لو» و«لولا» و«إنْ» و«إذ ما» و«أما» حروفاً، وابن عقيل( عدّها أسماء ما عدا (إنْ) و (إذ ما) فهما حرفان، وأما ابن يعيش فوقف عند حروف الشرط وقال: هما حرفان (إنْ) و (لو)، وأما السيوطي فقال: أدوات الشرط كلها أسماء إلا (إنْ) فإنها حرف بالاتفاق، والبواقي متضمنة معناها، فلذا بُنيت إلا (أيّا) وفي (إذما) خلاف.
ولم يخرج هذا التوزيع عند المحدثين فقد عددوها ووقف بعضهم عند (كيفما) قليلاً
ب ـ التفصيل فيها:
1 – إذ:
لا تُضاف إلاَّ إلى الأفعال، لأنها تُنبىء عن زمان ماض، وأسماء الأزمان تُضاف إلى الأفعال، فإذا أُضيفت إليها كانت معها كالشيء الواحد، وعدّ صاحب رصف المباني إضافة (ما) إليها عوضاً من إضافتها في أصلها، إذ أصلُها أن تكون ظرفاً للماضي من الزمان مضافةً أبداً إلى الجملة، والتنوين هو المعوض منها، أما صاحب الجنى الداني فأجاز إضافتها إلى الجملتين الاسمية والفعلية،ولا تضاف إلى الجملة الشرطية إلا في ضرورة، ويقبح أن يليها اسم بعده فعل ماض، وذكر أنها لا تقع بمعنى (إذ) عند أكثر المحققين، لكنها وقعت بمعنى (متى) وجاز الجزم بها مجردة من (ما) في الشعر
قال قيس بن الخطيم:
إذا قَصُرتْ أسْيافنا كانَ وَصْلُها
خُطانـا إلى أعدائنا فنضـاربِ
وقال الفـرزدق:
يرفـعُ لي خِندفٌ واللهُ يرفع لي
نـاراً إذا خمـدت نيرانهم تقدِ
ونقل صاحب الخزانة عن أمالي ابن الشجري أنهم لم يجزموا به في حال السَّعة لأنه خالف (إن) بما تقتضيه من الإبهام
2– إذ مـا:
هي المؤلفة من (إذ) ولا تكون شرطاً إلا إذا ضُمَّ إليها (ما) فتصير (إذما) بمنـزلة إنَّما، وكأنَّما وليست (ما) فيها بلغو، وهي حرفٌ على ما نقل صاحب الجنى عن سيبويه تجزم فعلين مثل إن الشرطية، وجعلها ابن يعيش بمنـزلة (متى) ، وما يلاحظ أن شواهدها قليلة، بل نادرة، فقد استشهدوا ببيت هو قول العباس بن مرداس:
إذا ما دَخَلْتَ على الرسولِ فَقُلْ له
حَقّاً عليك إذا اطمأنَّ المجلسُ
3– إذا:
هي ظرف لما يُستقبل به من الزمان، وتتضمن معنى المجازاة، وهي ظرف يوافق الحال التي أتت فيها ولا يليها إلاّ الفعل الواجب وتختص بالدخول على الجملة الفعلية، ويقبح عند سيبويه ابتداء الاسم بعدها وجاز الرفع بعدها لأنه يجوز أن تقول: اجلس إذا عبدُ الله جالس، وذكر ابن هشام أنها إذا دخلت على الاسم فهو فاعل بفعل محذوف على شريطة التفسير لا مبتدأ.
وأشـار سيبويه إلى الجزم بها ضرورة تشبيهاً بـ (إنْ)،وقال وهو في الكلام خطأ، أما المبرد فقد منع أن يُجازى بها لأنها مؤقتة وحروف الجزاء مبهمة، ومنع ابن مالك هذا في النثر لعدم وروده، أما جزمها فلأنها تُحمل على (متى) وتُهمل (متى) حملاً على (إذا)
4- إذا ما:
ذكرها ابن يعيش، وعلَّق فقال: لم يذكرها سيبويه في الحروف، والقياس أن تكون حرفاً كـ (إذ ما) ونقل صاحب الخزانة عن بعضهم أنهم جازوا بها، فيجزم الشرط والجزاء كقول الشاعر:
وكان إذا ما يَسْلُلِ السَّيْفَ يضربِ
وأضاف أن الرواية (متى) ما، فعندئذٍ لا شاهد فيه.
5– أمّـا:
فيها معنى الجزاء عند سيبويه، وبمعنى «مهما» عند صاحب الرصف لكنها لا تعمل عملها، ويكون فيها معنى التفصيل زائداً لذلك، ولا يلزم تكرارها، لأنها بمعنى «مهما يكن من شيء» فهي قائمة مقام أداة الشرط وفعل الشرط ولذلك تُجاب بالفاء، ويفصل بينهما واحد من ستة أمور، المبتدأ، الخبر، جملة الشرط، اسم منصوب لفظاً أو محلاً بالجواب، اسم معمول لمحذوف يفسره ما بعد الفاء، ظرف معمول (أما)، وقد تليها (إن) فيغني جواب (أمَّا) عن جوابها، وهي بهذا أحقّ من وجهين:
أحدهما: أن جوابها إذا انفردت لا يُحذف أصلاً، وجواب غيرها إذا انفرد يحذف كثيراً لدليل، وحذف ما عهد حذفه أولى من حذف ما لم يعهد حذفه.
الثاني: أن (أمَّا) قد التزم معها حذف فعل الشرط، فقامت هي مقامه، فلو حذف جوابها لكان ذلك إجحافاً، و (إن) ليست كذلك.

6– إن([31]):
هي أم باب الجزاء، قال سيبويه «زعم الخليل أنّ (إنْ) هي أم حروف الجزاء فسألته: لـمَ قلتَ ذلك؟ قال: من قِبَل أني أرى حروف الجزاء قد يتصرفن فيكنّ استفهاماً، ومنها ما يفارقه (ما) فلا يكون فيه الجزاء، وهذه على حال واحدة أبداً لا تفارق المجازاة.
ولأنها أم الباب تميزت من غيرها، فجاز تقديم الاسم كقولك: إنْ زيداً تره تضرب لأنّ الأصل أن يليها الفعل، ولا يرتفع الاسم بعدها إلا بفعل لأنها من الحروف التي يُبنى عليها الفعل، وعند الكوفيين يرتفع بما عاد إليه الفعل من غير تقدير فعل، أما البصريون فيرفعون الاسم بفعل مقدّر لأن حرف الشرط يقتضي الفعل، ويختص به دون غيره، ولهذا كان عاملاً فيه([34]).
ومن ميزاتها أيضاً جواز حذف فعل الشرط وجوابه في الشعر خاصةً، قال الشاعر:
قالتْ بناتُ العمِّ يا سلمى وإن
كان فقيراً مُعْدَمَاً قالت: وإنْ
وإذا لحقتها (ما) فهي زائدة لتوكيد الشرط، وقد تقترن بها (لا) النافية فيظنّ من لا معرفة لـه أنها (إلاّ) الاستئنافية
وإنْ حرف للشرط يجزم فعلين مضارعين، وهذا هو الأصل في أدوات الشرط وهو الكثير، وحقّ الفعل الذي يكون بعد الاسم الذي يلي (إن) وما تضمن معناها من الأسماء أن يكون ماضياً سواء كان ذلك الاسم مرفوعاً أو منصوباً،وإنما ضعف مجيء المضارع لحصول الفصل بين الجازم مع صفته، وبين معموله فإذا كان الاسم مرفوعاً فهو عند الجمهور مرفوع لامتناع «إنْ زيد لقيته»، إلا ما حكى الكوفيّون في الشاذ:
لا تجزَعـي إنْ مُنْفِسٌ أَهْلَكْتِـه
فإذا هَلكْتِ فعند ذلك فاجْزَعي
وهو أيضاً عندهم ليس مبتدأ، بل هو مرفوع بمقدر يفسره الفعل الناصب إن هَلَك وأُهْلك.
وعدّها الكوفيون بمعنى (إذ) أما البصريون فلا، واحتجاجهم أنّ الأصل في (إن) أن تكون شرطاً والأصل في (إذ) أن تكون ظرفاً،والأصل في كل حرف أن يكون دالاً على ما وُضع له في الأصل، وشذّ إهمالها حملاً على (لو).
6– أنـّى:
عدّها سيبويه من أدوات الشرط، وقال في موضعٍ آخر: وتكون بمعنى كيف وأين، أمّا ابن مالك فقال: ليست ظرفاً لأنه لا زمان ولا مكان ولكن تشبه الظرف لأنّها بمعنى على أي حال، وقد تأتي بمعنى (متى) و (أين) وتكون استفهاماً وشرطاً،وإذا كانت شرطاً جزمت، وعلّق صاحب الخزانة على قول الشاعر:
فأصبحت أنى تأتيها تلتبسْ بها
كلا مركبَيْها تحت رجليكِ شاجر
فقال: على أنَّ (أنّى) فيه شرطية مجرورة بـ (من) مضمرةً أي من أنّى تأتها، ونقل عن الأعلم أن الشاهد فيه جزم تأتها بـ (أنّى) لأنَّ معناها (أين ومتى) وكلاهما للجزاء، وكان قد استشهد بقول الشاعر:
لأجعلنْ لابنـة عثم فنّا
من أين عشرون لها من أنّى
على (أنّى) تُجرّ بـ (من) ظاهرة.
8- أيّ:
ذكرها سيبويه في ثلاثة مواضع، عندما تكلم على (إن) وعدّها من أدوات الشرط، وقال: وترفع الجواب حين يذهب الجزم من الأول في اللفظ، نحو قولهم: أيّهم يأتِكَ تضربْ، ثم قال: فإن قلت: أيُّهم جاءك فاضرب، رفعت لأنه جعل جاءك في موضع الخبر، وذلك لأنّ قوله فاضرب في موضع الجواب، وأيّ من حروف المجازاة.
9– أيـّان:
قال سيبويه «للسؤال عن الزمان بمعنى (متى) فلم يذكرها من حروف المجازاة.
10– أين:
ذكرها سيبويه في خلال حديثه عن (مهما) وشبهها بـ متى (ما) و(إن ما) و (أين ما) مستشهداً بقوله تعالى: (أينما تكونوا يدرككم الموت )، فكأنه اشترط لعملها دخول (ما) عليها، وأمّا المبرد فقال لا تكون إلا للمكان، واستشهد بقوله تعالى «وأينما» وقول الشاعر:
أين تضربْ بنـا العُداة تجدْنا
نصرفُ العيسُ نحوَها للتلاقي
وجاز دخولها على الاسم كقول الشاعر:
صعـدة نابتـة في حائـر
أينمـا الريـحُ تميلها تمـلِ
11– حيثما:
أصلها حيث وهي اسم من أسماء المكان مبهم يفسره ما يضاف إليه، فلما وصلتها (ما) امتنعت عن الإضافة فصارت كـ (إذ) إذا وصلتها (ما) ولا يكون الجزاء في (حيث) حتى يُضمّ إليها (ما) فتصير كلمة واحدة بمنـزلة (إنما) و (كأنما) وليست (ما) فيها بلغو، وعدم دخول (ما) عليها يجعلها تدخل على الاسم،وإذا دخلت على فعلين جزمتهما قال الشاعر:
حيثما تَسْتقم يقدّر لك اللّـ
ـه نجاحاً في غابر الأزمان
وعدّها ابن هشام هنا للزمان، قال: وهذا البيت دليل عندي على مجيئها للزمان.
12– كلما:
ذكرها سيبويه مؤلفة من (كل) الظرفية و (ما) المصدرية، ومثِّل لذلك بقولك: كلما تأتيني آتيك، فالإتيان صلة لـ (ما) كأنه قال كلّ إتيانك آتيك، وتشبه في هذا إذا ما.
13 – كيف:
ثمة خلاف في اعتبار (كيف) أداةً من أدوات الشرط بدءاً من سيبويه الذي ذكر أنه سأل الخليل عن قولـه «كيف تصنعْ أصنعْ» فقال هي مستكرهة، وليست من حروف الجزاء، لأنّ معناها «على أي حال تكن أكن، ففي هذا القول تصريح أنها ليست من حروف الجزاء وأكثر ما تكون استفهاماً على ما جاء عن ابن مالك في شرح التسهيل، وهي اسم لتعميم الأحوال وتسمّى ظرفاً لتأولّها بـ «على أي حال» والدليل على اسميتها جواز الاكتفاء بها مع صحة دخولها على الأفعال، وأضاف ابن مالك: وقد ترد شرطاً في المعنى فحسب، فتقع بين جملتين،ولا تعمل شيئاً حملاً على الاستفهامية لأنها أصل، وقد عقد ابن الأنباري مسألة في كتابه الإنصاف عنوانها «هل يُجازى بكيف وعرض فيها لرأي الكوفيين الذين أجازوا الجزاء بها، لأنها أشبهت كلمات المجازاة في الاستفهام، أما البصريون فلا ؛ لأنها نقصت عن سائر أخواتها، وعرض لحججهم مؤيدين ما تقدّم من أنها بمعنى (أيّ) وأيّ تغني عنها، وصرّح ابن مالك بعدم اعتدادها من أدوات الشرط وقال: وهو المذهب الصحيح([56]).
فليس ثمة من يذكرها من أسماء الشرط وإن كان بعض المحدثين كما سيأتي قد عدّها من أسماء الشرط بشرطين: اتصال (ما) بها فتصبح (كيفما) وأن يكون فعلها وجوابها بلفظ واحد،كيفما تصنعْ أصنعْ، ولكن عدم ورود شواهد في القرآن الكريم، والشعر المحتج به، والحديث النبوي الشريف وأساليب العربية والخلاف البيّن بين النحويين يجعلنا نتحرج في اعتبارها اسم شرط!!.
14 – لمّـا:
عدّها سيبويه بمنـزلة (لو) لأنها لابتداء وجواب، وتحقيق تقابلها عند صاحب الجنى أنك تقول: لو قام زيدٌ قام عمرو، ولكنه لمّا لم يقم لم يقم، ونقل ابن مالك عن سيبويه أنها حرف، وعند أبي علي أنها ظرف، وقال والصحيح قول سيبويه.
أما جوابها فهو فعل ماض مثبت أو منفي بـ (ما)، أو مضارع منفي بـ (لم)، أو جملة اسمية مقرونة بـ (إذا) الفجائية، أو مقرونة بالفاء، أو يكون ماضياً مقروناً بالفاء، وقد يكون مضارعاً، ويجوز حذف جوابها للدلالة عليه كقوله تعالى: (فلما ذهبوا به وأجمعوا) ، وتزاد (أن) بعـدها
15– لـو:
كثر ورود (لو) حتى إنها قُرنت بـ (إن) الشرطية فكان فيها عددٌ من الأحكام التي تميّزت بها:
هي مثل (إن) الشرطية في الاختصاص بالفعل، فلا يليها إلا فعل أو معمول فعل مضمر يفسره ظاهر بعده، أو اسم منصوب كذلك أو خبر لكان المحذوفـة أو اسم هو في الظاهر مبتدأ وما بعده خبر
انفردت (لو) بمباشرة (أنّ) كثيراً وموضعها عند الجميع الرفع، وقد اختلف النحويون في موضع الرفع، وفي شرح الكافية الشافية في موضع رفع بالابتداء وإن كانت لا تدخل على مبتدأ غيره على أنه قد ولي (لو) اسم صريح مرفوع بالابتداء في قول عدي بن زيد:
لو بغيـر الـماء حَلقي شَرِقٌ
كنتُ كالغصانِ بالماء اعتصاري
ولذلك وجه من النظر، ونقل ابن مالك أن تقدير البيت: لو شرق بغير الماء حلقي هو شرق، وجملة هو شرق تفسيرية، وهذا تكلف لا مزيد عليه فلا يُلتفت إليه.
ويغلب أن يكون خبر (أنّ) بعد (لو) فعلاً غالباً ما يكون ماضياً وقليلاً ما يكون مضارعاً، قال الشاعر:
تمـدّ بالأعنـاق أو تلويهـا
و تشتكي لو أننا نشكيها
أما قول كعب بن زهير:
أكـرم بها خلةً لو أنها صدقت
موعودها أو لو أنّ النصح مقبول
فلا تتعين فيها الشرطية وتجوز الشرطية وجوابها محذوف، أو أنْ يكون للتمني فلا جواب حينئذٍ.
هي عكس (إن) لأنها تصرف المضارع إلى المضيّ
جوابها لا يكون إلاّ فعلاً ماضياً مثبتاً أو منفياً بـ (ما) أو مضارعاً مجزوماً بـ (لم) والأكثر في الماضي المثبت اقترانه باللام.
هي حرف شرط في المستقبل إلاّ أنها لا تجزم، وقد جُزم بها ضرورة، ولغلبة دخولها على الماضي لم تجزم، وزعم بعضهم أن الجزم بها مطّرد على لغة،وأجازه جماعة في الشعر منهم ابن الشجري كقول الشاعر:
لـو يَشَأْ طـار بـه ذو ميعـةٍ
لاحق الآطال نهدٌ ذو خُصَلْ
وقول لقيط بن زرارة:
تامت فؤادك لو يحزْنك ما صنعتْ
إحدى نساء بني ذهل بن شيبانا
والبيت الأول ـ عند ابن مالك ـ لا حجة فيه لأنّ من العرب من يقول جاء يجي و شاء يشا بترك الهمز، أما البيت الثاني فهو من تسكين ضمة الإعراب تخفيفاً كما قرأ أبو عمر )ينصرْكم( آل عمران 160، و)يشعرْكم( الأنعام/ .
لا يكون جوابها بعدها إلاّ محذوفاً غالباً لدلالة الكلام عليه.
16 – 17 – لولا – لوما:
هما لابتداء وجواب فالأول سبب ما وقع وما لا يقع، أصلهما (لو) دخلها (لا) و (ما) فتغير معناها واختُلف حول معناها، حرف امتناع لامتناع أو وجود لوجود، أما جوابها فماض مثبت مقرون باللام، ويجوز أن يحذف ضرورة، وقد يقترن باللام المنفي بـ (ما) كقول الشاعر:
لـولا رجاءُ لقـاء الظاعنين لمـا
أبْقت نواهم لنا روحاً ولا جسدا
وإذا وليها اسم فهو مبتدأ، وعند الكوفيين فاعل لفعل محذوف نابت (لا) منابه، وربما وليها ضميرٌ.
لولاك ولولاي:
جاء في كتاب سيبويه «هذا باب ما يكون مضمراً فيه الاسم متحولاً عن حاله إذا أظهر بعده الاسم، وذلك لولاك ولولاي إذا أضمرت الاسم فيه جُرَّ، وإذا أظهرت رُفع، ولو جاءت علاقة الإضمار على القياس لقلت لولا أنتَ كما قال سبحانه وتعالى )لولا أنتم لكنا مؤمنين( سبأ /31، وكلهم جعلوه مضمراً مجروراً، والدليل على ذلك أنّ الباء والكاف لا تكونان علامة مضمر مرفوع. قال يزيد بن الحكم:
وكم مَوْطن لولاي طِحتَ كما هوى
بأجرامهِ من قُلّة النّيق مُنهوي
وهذا قول الخليل رحمه الله و (يونس)، وقد عقد صاحب الإنصاف لها مسألة
18 – مـا:
لم تُذْكَر إلا قليلاً فقد ذكرها صاحب الجنى فقال شرطية، لكنه لم يعلق كثيراً، ولم يذكرها صاحب الرصف عند تعداد أنواعها، وفي الهمع «وما» و«من» و«مهما» بمعنى (ما) وأضاف ولا ترد (ما) ولا (مهما) للزمان، وقيل ترادن له وجزم به الرضي فقال نحو: ما تجلس من الزمان أجلس فيه، ومهما تجلس من الزمان أجلس.
واللافت ندرة الشواهد كما قلة الكلام والأحكام علماً بأنها وردت بكثرة.
19 – متى:
وردت عند سيبويه زيدت بعدها (ما)، وقال ولا يجوز في «متى» أن يكون الفعل وصلاً لها كما جاز في (مَن) و (الذي) وسمعناهم ينشدون قول العجير السلولي:
وما ذاك أنْ كان ابن عمي ولا أخي
ولكن متى ما أملك الضرّ أنفعُ
والقوافي مرفوعةٌ، كأنه قال ولكن أنفعُ متى ما أملك الضرّ،ويكون أملك على متى في موضع جزاء و (ما) لغواً، ولم يجد سبيلاً إلى أن يكون بمنـزلة (مَنْ) مُتوصّل ولكنها كمهما.
وشذّ إهمالها حملاً على (إذا)
20 – مَـنْ:
لم يقف معظم العلماء عند (مَنْ) الشرطية علىكثرة استعمالها كثير، ويكفيها معلقة زهير بن أبي سُلمى، وربما يعود هذا إلى قلة أحكامها، ومّما وقف عندها صاحب الخزانة، بيت الشاعر:
ومن نحنُ نؤمنه يَبِتْ وهو آمن
فنحن فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور، فلمّا حذف الفعل برز الضمير وانفصل والتقدير فمن نؤمنه نؤمنه.
21 – مهما:
اختُلف في تركيب (مهما) وفي اسميتها أو حرفيتها، فقد سأل سيبويه الخليل عنها، فقال هي (ما) أدخلت معها (ما) لغواً بمنـزلتها مع (متى) وهي عند ابن هشام اسم يعود الضمير إليه، بسيطة لا مركبة،وعند ابن يعيش كلمتان فلو كانت واحدة لكتبت بالياء لأنها رابع والدليل على أنَّ فيها معنى (ما) أنه يجوز أن يعود إليها الضمير، والضمير لا يعود إلا إلى الاسم.
قال الشاعر:
إذا سُدتـهُ سُـدْت مطواعـةً
ومهما وكلت إليه كفـّاه
فالهاء في كفاه تعود إلى (مهما) وعند صاحب الجنى المشهور أنها اسم فيه أسماء الشرط مجرد من الظرفية مثل (مَن)، ونقل عن ابن مالك أنها قد (من) ترد ظرفاً، وعند السيوطي تلزم الاسمية ولا للزمان، وزعم السهيلي أنها تخرج عن الاسمية وتكون حرفاً إذا لم يعد عليها من الجملة ضمير كقول زهير:
ومهما تكن عند امرىء من خليقةٍ
وإن خالها تَخفى على الناس تعلمِ
وقال صاحب الجنى وهذا قول غريب.
ـ مسائل في الأدوات:
اقتران (ما) مع أدوات الشرط:
آ – يجب مع (إذا) و (حيث).
ب- يمتنع مع (ما) و (من) و (أنى) و (مهما).
ج – يجوز مع (إن) و (أي) و (أيان) و (متى)
تزاد (ما) بعد (إن) و (أي) للتوكيد
إذا دخل حرف الجر على أسماء الشرط لا يغيرها عن عملها لأنها من أسماء الاستفهام، فحروف الجر لا تغّيرها عن حال الاستفهام مثل (من) و (أي).
يجب حذف كان بعد (إن)
4 – إعراب أسماء الشرط:
جاء في المقتضب إذا وقعت الأدوات الشرطية على مكان أو زمان فظرفٌ أي فهي في موضع النصب على الظرف نحو «متى تقم أقم» و )أينما تكونوا يدرككم الموت( أو على حدث فمفعول مطلق، وإنْ وقع بعدها فعل لازم فمبتدأ وخبره فعل الشرط وفيه ضميرها.
إذا سُبِق الشرط باستفهام يكون الاسم بالرفع فقط، سواء اقترن فعل الشرط بالهاء أم لم يقترن تقول: أعبدُ الله إن ترهْ تضربْـه، وتقول: أعبد الله إن ترَ تضربْ، وإذا لم تجزم الآخر نصبت وذلك قولك: أزيداً إن رأيت تضربُ، وأحسنه أن تدخل في رأيت الهاء لأنه غير مستعمل.
يضمر الفعل بعد حرف الشرط كقولهم: «الناس مجزيون بأعمالهم إن خيرٌ فخير»، وإن شئت أظهرت الفعل قلت: إن كان خيراً فخير، وإن كان شراً فشرّ، والرفع أكثر وأحسن في ا

..


https://madrasa.own0.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى